الصفة الثانية: أنهم لا يبتدعون, بل يحاربون البدعة في الدين أياً كانت، حتى لو فُعلت البدعة بقصد حسن لا بقصد الابتداع في الدين، فإنها تحارب؛ لأنها بدعة، ولأنها تضعف من قيمة الاتباع الذي هو الأساس الأول لأن يكونوا (الجماعة) كما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ولهذا فهم الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر في كل زمان ومكان، وهم المتصدون للبدع قديمها وحديثها، وهذا من أعظم ما يميزهم، فهم عندما يدافعون عن السنة ويحاربون البدعة؛ إنما يفعلون ذلك محافظة على الأصل العظيم الذي يجب أن يرجع إليه المسلمون جميعاً، وهو الكتاب والسنة، والاستقامة عليهما.